ولما تبين بهذين المثلين وغيرهما أن الدينا - التي أوردت أهلها الموارد{[46422]} وأحلتهم أودية المعاطب - سريعة الزوال ، وشيكة الارتحال ، مع كثرة الأنكاد ، ودوام الأكدار ، من الكد{[46423]} والتعب ، والخوف والنصب {[46424]}كالزرع سواء ، تقبل أولاً في غاية النضرة والبهجة ، تتزايد نضرتها وبهجتها شيئاً فشيئاً ، ثم تأخذ في الانتقاص والانحطاط إلى{[46425]} أن تنتهي إلى الفناء ، فهي جديرة لذلك بالزهد فيها والرغبة عنها ، وأن لا يفتخر بها عاقل فضلاً عن أن يكاثر بها غيره{[46426]} ، قال{[46427]} تعالى : { المال والبنون } {[46428]}الفانيان الفاسدان{[46429]} وهما أجلّ ما في هذه الدار من متاعها { زينة الحياة الدنيا } التي لو عاش الإنسان جميع أيامها لكان حقيقاً لصيرورة ما هو في منها{[46430]} إلى زوال بالإعراض عنها والبغض{[46431]} لها ، وأنتم تعلمون ما في{[46432]} تحصيلهما من التعب ، وما لهما بعد الحصول من سرعة العطب ، وهما مع ذلك قد يكونان{[46433]} خيراً إن عمل فيهما بما يرضي الله ، وقد يكونان {[46434]}شراً ويخيب الأمل{[46435]} فيهما ، {[46436]}وقد يكون كل منهما سبب هلاك صاحبه وكدره ، وسوء حياته وضرره{[46437]} { والباقيات الصالحات } {[46438]}وهي أعمال الخير المجردة التي يقصد بها وجه الله تعالى{[46439]} التي رغبنا فيها بقولنا
( لنبلوهم أيهم أحسن عملاً }[ الكهف : 7 ] وما بعده { خير } {[46440]}أي من الزينة الفانية{[46441]} . ولما كان أهم ما إلى من حصل النفائس لكفايته من يحفظها{[46442]} له لوقت حاجته قال : { عند ربك } أي{[46443]} الجليل المواهب ، العالم بالعواقب ، {[46444]}وخير{[46445]} من المال والبنين في العاجل والآجل { ثواباً وخير } {[46446]}من ذلك كله{[46447]} { أملاً * } {[46448]}أي من جهة ما يرجو فيها من الثواب ويرجو فيها من الأمل{[46449]} ، لأن ثوابها إلى بقاء ، وأملها كل ساعة في تحقق وعلو وارتقاء ، {[46450]}وأمل{[46451]} المال والبنين يختان أحوج ما يكون إليهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.