الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدٗا} (59)

قوله : { وتلك القرى أهلكناهم } [ 58 ] إلى قوله : { في البحر سربا } [ 60 ] .

المعنى : وتلك القرى من عاد وثمود وأصحاب الأيكة وغيرهم أهلكنا أهلها { لما {[43076]} ظلموا } [ 58 ] أي : كفروا بالله [ عز وجل {[43077]} ] وآياته [ سبحانه ] {[43078]} .

{ وجعلنا لمهلكهم موعدا } [ 58 ] .

أي : وجعلناه لوقت إهلاكهم أي لوقت هلاكهم موعدا ، لا يتجاوزونه ، أي أجلا ووقتا . فكذلك جعلنا لهؤلاء المشركين موعدا لإهلاكهم لا يتجاوزونه {[43079]} .

وتقدير الآية : أولئك أهل القرى أهلكناهم لما ظلموا ، ثم حذف المضاف . مثل { وسئل القرية {[43080]} } ، وهنا الضمير في إهلاكهم على أصله ، يعود على المحذوف وعمد للإشارة {[43081]} فقيل : تلك لما صارت للقرى .


[43076]:ق : "بما".
[43077]:ساقط من ق.
[43078]:ساقط من ق.
[43079]:وهو تفسير ابن جرير، انظر جامع البيان 15/270.
[43080]:يوسف: 82.
[43081]:ق: "الإشارة".