نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّهُمۡ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ قُبُلٗا} (55)

ولما بين إعراضهم ، بين موجبه عندهم فقال : { وما منع } {[46682]}ولما كان الناس تبعاً لقريش قال{[46683]} : { الناس } أي الذين جادلوا بالباطل ، {[46684]}الإيمان - هكذا كان الأصل ، ولكنه عبر عن هذا المفعول الثاني بقوله تعالى{[46685]} : { أن{[46686]} يؤمنوا } {[46687]}ليفيد التجديد وذمهم على الترك{[46688]} { إذ } {[46689]}أي حين{[46690]} { جاءهم الهدى } بالكتاب على لسان الرسول ، وعطف على المفعول الثاني - معبراً بمثل ما مضى {[46691]}لما مضى{[46692]} - قولَه تعالى{[46693]} : { ويستغفروا{[46694]} ربهم } أي{[46695]} المحسن إليهم .

{[46696]}ولما كان الاستثناء مفرغاً ، أتى بالفاعل فقال تعالى{[46697]} : { إلا{[46698]} أن } أي{[46699]} طلب أن { تأتيهم سنة الأولين } في إجابتهم إلى ما اقترحوه على رسلهم ، المقتضي للاستئصال لمن استمر على الضلال ، {[46700]}ومن ذلك طلبهم أن يكون النبي{[46701]} ملكاً ، وذلك نقمة في صورة{[46702]} نعمة و{[46703]}إتيان بالعذاب{[46704]} دبراً ، أي مستوراً { أو } طلب أن { يأتيهم العذاب قبلاً * } أي مواجهة {[46705]}ومعاينة ومشاهدة من غير ستر له{[46706]} ، هو في قراءة من كسر القاف وفتح الباء{[46707]} واضح ، من قولهم : لقيت فلاناً قبلاً ، أي معاينة ، وكذا في قراءة من ضمهما{[46708]} ، من قولهم : أنا آتيك قبلاً لا دبراً ، أي{[46709]} مواجهة من جهة وجهك{[46710]} لا من جهة قفاك ، قال تعالى : إن كان قميصه قدَّ من قبل{[46711]} }[ يوسف : 26 ] ، ويصح أن يراد بهذه القراءة الجماعة ، لأن المراد بالعذاب الجنس{[46712]} أي{[46713]} يأتيهم أصنافاً مصنفة صنفاًصنفا ونوعاً نوعاً ، وقد مضى في الأنعام بيانه ، وهذا {[46714]}الشق قسيم{[46715]} الإتيان بسنة الأولين ، فمعناه : من غير أن{[46716]} يجابوا إلى{[46717]} ما اقترحوا كما تقدم في التي قبلها{ فأبى أكثر الناس إلا كفوراً وقالوا لن نؤمن لك }[ الإسراء :89-90 ] - إلى قوله تعالى :{ أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً{[46718]} }[ الإسراء : 92 ] الآية {[46719]}وهذه الآية من{[46720]} الاحتباك : ذكر { سنة الأولين } أولاً يدل على ضدها ثانياً ، وذكر المكاشفة ثانياً يدل على المساترة أولاً .


[46682]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46683]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46684]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46685]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[46686]:في ظ: من أن.
[46687]:سقط ما بين الرقمين منظ.
[46688]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46689]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46690]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46691]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[46692]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[46693]:العبارة من "وعطف على" إلى هنا ساقطة من ظ.
[46694]:في ظ: من أن يستغفروا.
[46695]:سقط من ظ.
[46696]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46697]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46698]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46699]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46700]:العبارة من هنا إلى "أي مستورا" ساقطة من ظ.
[46701]:من مد، وفي الأصل: الشيء.
[46702]:من مد، وفي الأصل: وصول.
[46703]:من مد، وفي الأصل: ايتاونا لعذاب – كذا.
[46704]:من مد، وفي الأصل: ايتاونا لعذاب – كذا.
[46705]:العبارة من هنا إلى "الأولين فمعناه" ساقطة من ظ.
[46706]:زيد بعده في الأصل وفي نسخة أخرى من مد – من نفس المكتبة ونفس الخط وقد نرجع إليها عند اشتداد الحاجة - : في سنة الأولين ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[46707]:راجع نثر المرجان 4 / 155.
[46708]:من مد، وفي الأصل: ضمها.
[46709]:سقط من مد.
[46710]:زيد بعده في الأصل: أي ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[46711]:سورة 12 آية 26.
[46712]:زيد من مد.
[46713]:من مد وفي الأصل: أن
[46714]:من مد وفي الأصل: السق قيم – كذا.
[46715]:من مد وفي الأصل: السق قيم – كذا.
[46716]:زيد بعده في الأصل: أي ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[46717]:زيد في الأصل: غير، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[46718]:سورة 17 آية 89 – 92.
[46719]:العبارة من هنا إلى "المساترة أولا، ساقطة من ظ".
[46720]:من مد، وفي الأصل: لمن.