نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا} (66)

ثم أورد سبحانه وتعالى القصة على طريق الاستئناف على تقدير سؤال سائل عن كل كلام يرشد{[46954]} إليه ما قبله ، وذلك أنه من المعلوم أن الطالب للشخص{[46955]} إذا لقيه كلمه ، لكن لا يعرف عين ذلك الكلام فقال لمن كأنه سأل عن ذلك : { قال له موسى } {[46956]}طالباً منه على سبيل التأدب والتلطف بإظهار ذلك في قالب الاستئذان{[46957]} : { هل أتبعك } {[46958]}أي اتباعاً بليغاً{[46959]} حيث توجهت ؛ والاتباع : الإتيان لمثل فعل الغير لمجرد كونه {[46960]}آتياً به{[46961]} ؛ وبين أنه لا يطلب منه غير العلم بقوله{[46962]} : { على أن تعلمن } {[46963]}وزاد في التلطف بالإشارة إلى أنه لا يطلب جميع ما عنده ليطول عليه الزمان بل جوامع منه يسترشد بها إلى باقيه فقال : { مما علمت } {[46964]}وبناه للمفعول لعلم المخاطبين - لكونهم من الخلص - بأن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى ، وللإشارة إلى سهولة كل أمر على الله عز وجل{[46965]} { رشداً * } أي علماً يرشدني إلى الصواب فيما أقصده ، ولا نقص في تعلم نبي من نبي حتى يدعي أن موسى هذا ليس موسى بن عمران عليه السلام فإنه قد ثبت كونه ابن عمران في الصحيح ، وأتى صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سؤاله له{[46966]} بهذه الأنواع من الآداب والإبلاغ في التواضع لما{[46967]} هو عليه من الرسوخ في العلم ، لأن كل من كانت إحاطته بالعلوم أكثر ، كان علمه بما فيها من البهجة والسعادة أكثر ، فكان طلبه لها أشد ، فكان تعظيمه{[46968]} لأرباب العلوم أكمل .


[46954]:من ظ ومد، وفي الأصل: يرسل.
[46955]:من ظ ومد، وفي الأصل: لتشخص.
[46956]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46957]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46958]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46959]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46960]:من مد، وفي الأصل: اتيانه.
[46961]:من مد، وفي الأصل: اتيانه.
[46962]:العبارة من "والاتباع الإتيان" إلى هنا ساقطة من ظ.
[46963]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46964]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46965]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46966]:زيد من مد.
[46967]:من مد، وفي الأصل: كما.
[46968]:من مد وفي الأصل: تعظيما.