ولما كان من المعلوم أنها هزت{[48053]} فتساقط الرطب ، {[48054]}سبب عنه قوله{[48055]} : { فكلي } أي فتسبب عن الإنعام عليك بالماء والرطب أن يقال لك {[48056]}تمكيناً من كل منهما{[48057]} كلي من الرطب { واشربي } من ماء السرى { وقري } أي استقري { عيناً } بالنوم ، فإن المهموم لا ينام ، والعين لا تستقر ما دامت يقظى{[48058]} ، وعن الأصمعي أن المعنى : ولتبرد دمعتك ، لأن دمعة الفرح باردة ودمعة{[48059]} الحزن حارة ، واشتقاق " قري " من القرور ، وهو الماء البارد - انتهى .
وقال الإمام أبو عبد الله القزاز{[48060]} في ديوانه : وحكى الفراء أن قريشاً ومن حولهم يقولون : قررت به{[48061]} عيناً - أي بكسر العين - {[48062]}أقر ، وأن أسداً وقيساً{[48063]} وتميماً يقولون : قررت به عيناً - أي بالفتح - أقر ، قال - يعني الفراء : فمن قال : قررت - أي بالكسر - قراً ، وقرى عيناً - أي بالفتح{[48064]} ، وهي القراءة المعروفة ، ومن قال : قررت ، - أي بالفتح قراً وقري عيناً - بكسر القاف أي وهي الشاذة ، قال - أي القزاز : هي{[48065]} لغة كل{[48066]} من لقيت من أهل نجد ، والمصدر قرة{[48067]} وقرور .
وسيأتي في القصص ما ينفع هنا ، وهو على كل حال{[48068]} كناية عن طيب النفس وتأهلها{[48069]} لأن تنام {[48070]}بالكفاية في الدنيا بطعام البدن وغذاء الروح بكونه آية باهرة ، والآخرة بالكرامة{[48071]} وذلك على أنفع الوجوه ، قيل : ما للنفساء خير من الرطب ولا للمريض خير من العسل ؛ ثم سبب عن ذلك قوله مؤكداً إيذاناً بأن أكثر رؤيتها في تلك الأوقات الملائكة عليهم السلام{[48072]} { فإما ترين } أي{[48073]} يا مريم { من البشر أحداً } {[48074]}لا تشكين أنه من البشر{[48075]} ينكر عليك { فقولي } لذلك المنكر جواباً له {[48076]}مع التأكيد تنبيهاً على البراءة لأن البريء{[48077]} يكون ساكناً لاطمئنانه والمرتاب يكثر كلامه وحلفه : { إني نذرت للرحمن } أي الذي عمت رحمته فأدخلني فيها على ضعفي وخصني بما رأيت من الخوارق { صوماً } أي صمتاً ينجي من كل وصمة{[48078]} {[48079]}وإمساكاً عن الكلام{[48080]} { فلن } أي فتسبب عن النذر أني لن { أكلم اليوم إنسياً * } فإن كلامي يقبل الرد والمجادلة و{[48081]}لكن يتكلم عني المولود الذي كلامه لا يقبل الدفع ، وأما أنا {[48082]}فأنزه نفسي عن{[48083]} مجادلة السفهاء فلا أكلم إلا الملائكة أو الخالق بالتسبيح والتقديس وسائر أنواع الذكر ، {[48084]}قالوا : ومن أذل الناس سفيهاً لم يجد مسافهاً ، ومن الدلالة عليه بالصمت عن كلام الناس مع ما تقدم الإشارة إلى أنه ردع مجرد
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.