نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (36)

ولما كان لسان الحال ناطقاً عن عيسى عليه الصلاة والسلام بأن يقول : وقد قضاني الله فكنت كما أراد ، فأنا عبد الله ورسوله فاعتقدوا ذلك ولا تعتقدوا سواه من الأباطيل ، عطف عليه {[48154]}في قراءة الحرميين{[48155]} وأبي عمرو قوله : { وإن الله } {[48156]}أي الذي له الأمر كله{[48157]} { ربي وربكم } أي{[48158]} أحسن إلى كل منا{[48159]} بالخلق والرزق ، لا فرق بيننا في أصل ذلك { فاعبدوه } وحده لتفرده بالإحسان كما أعبده ، {[48160]}وقراءة الباقين بالكسر على أنه{[48161]} مقول عيسى عليه السلام الماضي ، ويكون اعتراض ما تقدم من كلام الله بينهما للتأكيد والاهتمام .

ولما كان اشتراك الخلائق في عبادة الخالق بعمل القلب والجوارح علماً وعملاً أعدل الأشياء ، أشار إلى ذلك بقوله : { هذا } أي الذي أمرتكم به { صراط مستقيم * } لأنا بذلنا الحق لأهله بالاعتقاد{[48162]} الحق والعمل الصالح ، ولم يتفضل أحد منا فيه على صاحبه .


[48154]:العبارة من هنا إلى "أبي عمرو" ساقطة من ظ.
[48155]:من مد والبحر المحيط 6 / 189. وفي الأصل : الحرمي.
[48156]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48157]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48158]:سقط من ظ.
[48159]:من ظ ومد وفي الأصل: من.
[48160]:العبارة من هنا إلى "والاهتمام" ساقطة من ظ.
[48161]:زيد من مد.
[48162]:زيدت الواو في الأصل وظ، ولم تكن في مد فحذفناها.