نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ} (15)

{ فأما الذين آمنوا } أي أقروا بالإيمان بألسنتهم { وعملوا } تصديقاً لإقرارهم { الصالحات } أي كلها .

ولما تقدم هنا ذكر عمارة الأرض وإصلاحها للنبات ووعظ من جعلها أكبر همه بأنها لم تدم له{[52753]} ولا أغنت عنه شيئاً ، ذكر أنه جزى من أعرض عنها بقلبه لاتباع أمره سبحانه أعظم ما يرى من زهرتها ونضرتها وبهجتها على سبيل الدوام فقال : { فهم } أي خاصة { في روضة } أي لا أقل منها وهي{[52754]} أرض عظيمة جداً منبسطة واسعة ذات ماء غدق ونبات معجب بهج{[52755]} - هذا أصلها في اللغة و{[52756]} قال الطبري{[52757]} : ولا تجد أحسن منظراً ولا أطيب نشراً من الرياض . { يحبرون* } أي يسرون على سبيل التجدد كل وقت سروراً تشرق له الوجوه ، وتبسم الأفواه ، وتزهو العيون ، فيظهر حسنها وبهجتها{[52758]} ، فتظهر النعمة بظهور آثارها على أسهل الوجوه وأيسرها .

قال الرازي في اللوامع : وأصله - أي الحبرة - في اللغة أثر في حسن ، وقال غيره{[52759]} : حبره - إذا سره سروراً تهلل له وجهه ، وظهر فيه أثره .


[52753]:زيد من ظ ومد.
[52754]:زيد من ظ ومد.
[52755]:زيدت الواو في الأصل، ولم تكن في ظ ومد فحذفناها.
[52756]:زيد من ظ ومد.
[52757]:راجع تفسير هذه الآية في جامع البيان.
[52758]:من ظ ومد، وفي الأصل: يبهجها.
[52759]:زيدت الواو في ظ ومد.