ولما كان انتكاسهم بعد هذه الأسباب المسعدة بعيداً ، أشار إليه بأداة التراخي ، أو هي إشارة إلى تطاول دعاء الرسل لهم واحتمالهم إياهم فقال : { ثم كان } أي كوناً تعذر الانفكاك عنه ، وهو في غاية الهول كما اشار إليه تذكير الفعل { عاقبة } أي آخر أمر { الذين أساءوا } أظهر موضع الإضمار تعميماً ودلالة على السبب { السوأَى } أي الحالة التي هي أسوأ ما يكون ، وهي خسارة الأنفس بالدمار في الدنيا والخلود في العذاب في الأخرى ، جزاء لهم بجنس عملهم ، فإنهم كما أساؤوا الرسل ساءهم الملك ؛ ثم ذكر العلة بقوله : { أن كذبوا } أي لأجل تكذيبهم الرسل ، مستهينين { بآيات الله } أي الدلالات المنسوبة إلى الملك الأعلى الذي له الكمال كله الدالة عليه على عظمها بعظمه { وكانوا } أي {[52708]}كوناً كأنه{[52709]} جبلة لهم { بها } مع كونها أبعد شيء عن الهزء { يستهزءون } أي يستمرون على ذلك بتجديده في كل حين مع تعظيمه حتى كان استهزاؤهم بغيرها كأن عدم{[52710]} ، كما أنكم أنتم تكذبون بما وقع من الوعد في أمر الروم وتستهزئون {[52711]}به فاحذروا{[52712]} أن يحل بكم ما حل بالأولين ، ثم تردون إليه سبحانه فيعذبكم العذاب الأكبر ، ويجوز أن يكون هذا بدلاً من " السُّوأَى " أو{[52713]} بياناً لها بمعنى أنهم لما أساؤوا زادتهم إساءتهم عمارة حتى ارتكسوا في العمى فوصلوا إلى التكذيب والاستهزاء الذي هو أقبح الحالات ، عكس ما يجازي به المؤمن من أنه يزداد بإيمانه هدى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.