تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

الآية 36 قوله ]{[17054]} { قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يبسط الرزق لا لفضل وقدر له ونعمة عنده ، ويقتُر على من يشاء لا لعداوة وجناية كانت منه إليه ، بحق الامتحان .

ألا ترى أنه قد وسّع على بعض المؤمنين ، وضيّق على بعض{[17055]} ؟ فظهر أن التوسيع لأهل السّعة ليس لفضل لهم وقدر أو نعمة ، كانت لهم عنده ، حتى يكون ذلك منه مكافأة لذلك ، وكذلك التضييق لأهل الضيق لم يكن لجناية أو إساءة ، كانت منهم إليه لما ذكروا ، ولكن لما ذكرنا .

ألا ترى أنهم إذا رأوا أنه وسّع على بعض ، وقتّر على بعض ، هلا علموا أنه يملك أن يُوسّع على من قتر عليه [ ويقتر على من وسّع عليه ]{[17056]} ؟

فيكون في ذلك ترغيب في التوحيد واختيار له وتحذير عن الكفر وعما هم فيه ، إذ يملك التقتير على من وسّع عليه ، والتوسيع على من قتر عليه ، فيُبطل هذا كله قولهم : { نحن أكثر أموالا وأولادا } الآية ، ويبيّن أن التقتير والتوسيع ، ليس لفضل ولا قدر ولا نعمة ولا جناية ولا ذنب ، ولكن للامتحان ، والله أعلم .


[17054]:في الأصل وم: حيث قال.
[17055]:أدرج في الأصل وم بعدها: أولئك.
[17056]:من م، ساقطة من الأصل.