فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يجيب عنهم ، وقال : { قُلْ إِنَّ رَبّى يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء } أن يبسطه له { وَيَقْدِرُ } أي يضيق على من يشاء أن يضيقه عليه ، فهو سبحانه قد يرزق الكافر ، والعاصي استدراجاً له ، وقد يمتحن المؤمن المطيع بالتقتير توفيراً لأجره ، وليس مجرّد بسط الرزق لمن بسطه له يدل على أنه قد رضي عنه ، ورضي عمله ، ولا قبضه عمن قبضه عنه يدل على أنه لم يرضه ، ولا رضي عمله ، فقياس الدار الآخرة على الدار الأولى في مثل هذا من الغلط البين ، أو المغالطة الواضحة { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } هذا ، ومن جملة هؤلاء الأكثر من قاس أمر الآخرة على الأولى ، ثم زاد هذا الجواب تأييداً وتأكيداً { وَمَا أموالكم وَلاَ أولادكم بالتى تُقَرّبُكُمْ عِندَنَا زلفى } .

/خ42