السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

ثم إن الله سبحانه وتعالى بين خطاهم بقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قل } أي : لهم { إن ربي } أي : المحسن إلي بالإنعام بالسعادة الباقية { يبسط الرزق } أي : يوسعه في كل وقت أراده بالأموال والأولاد وغيرها { لمن يشاء } امتحاناً { ويقدر } أي : يضيقه على من يشاء ابتلاء بدليل مقابلته بيبسط وهذا هو الطباق البديعي ، فالرزق في الدنيا لا تدل سعته على رضا الله تعالى ولا ضيقه على سخطه فربما وسع على العاصي وضيق على المطيع ، وربما عكس وربما وسع عليهما وضيق عليهما ، وكم من موسر شقي وكم من معسر تقي { ولكن أكثر الناس } أي : كفار مكة { لا يعلمون } أي : ليس لهم علم فيتدبروا به ما ذكرنا من الأمر فيعلمون أنه ليس كل موسع عليه في دنياه سعيداً في عقباه ولا كل مضيق عليه في دنياه شقياً .