فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

{ قُلْ : إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء } أن يبسطه له { وَيَقْدِرُ } أي يضيق على من يشاء أن يضيقه عليه ، فهو سبحانه قد يرزق الكافر والعاصي استدراجا له ، وقد يمتحن المؤمن المطيع بالتقتير توفيرا لأجره ، وليس مجرد بسط الرزق لمن يبسط له يدل على أنه قد رضي عنه ورضي عمله ، ولا قبضه عمن قبضه عنه يدل على أنه لم يرضه ، ولا رضي عمله ، بل كل ذلك حسبما تقتضيه مشيئته المبنية على الحكم البالغة ، فقياس الدار الآخرة على الدار الأولى في مثل هذا من الغلط البين أو المغالطة الواضحة .

{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } ذلك ومن جملة هذا الأكثر من قاس أمر الآخرة على الأولى .