اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

ثم إن الله تعالى بيَّنَ خطأهم بقوله : { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ } يعني أنّ الرزق في الدنيا لا يدل سَعَتُه وضيقه على حال المحق والمبطل فكم من موسر شقي ومُعْسِر تَقِيّ فقوله : «وَيَقْدِرُ » أي يضيِّق بدليل مقابلته «يَبْسُطُ »{[44698]} . وهذا هو الطباق البَدِيعِيّ{[44699]} . وقرأ الأعمش : وَيُقَدِّرُ بالتشديد{[44700]} ثم قال : { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } أن قلة الرزق وضيق العيش وكثرة المال وسعة العيش بالمشيئة من غير اختصاص بالفاسق والصالح .


[44698]:نقله الإمام الفخر الرازي في تفسيره التفسير الكبير 25/361 والحافظ البغوي في معالم التنزيل 5/293.
[44699]:وهو الجمع بين معنيين متقابلين في الجملة، قاله القزويني في إيضاحه 243.
[44700]:نقلت في المختصر والبحر المحيط هكذا يقدر بالتشديد والبناء للفاعل أي الله –عز وجل- انظر البحر 7/285 وابن خالويه 122 ولكنها في ابن خالويه بالنون لا الياء. بينما نقلها في الإتحاف "ويقدر" على البناء للمجهول وهي مع ذلك النقل من الإتحاف تكون متواترة بخلاف القراءتين الأوليين، فهما شاذتان وأوردها الكشاف 3/292 بدون نسبة.