محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ } أي يضيق عليه حسب ما اقتضته حكمته ومشيئته في عباده ، من يحب ومن لا يحب ، وهو أعلم بمقتضياته وشؤونه . فلا يقاس على ذلك أمر الثواب والعذاب ، اللذين مناطهما الطاعة وعدمها . ولذا قال { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } ذلك . فيزعمون أن مدار البسط الكرامة ، والتضييق الهوان . ويجهلون أن مناط الفوز والقرب منه تعالى ، إنما هو الكمالات النفسية . وذلك بصدق الإيمان وحسن الاتباع . كما قال : { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ( 37 ) }