الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (36)

ثم قال تعالى ذكره لنبيه : { قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي : يوسع على من يشاء في رزقه ويضيق على من يشاء . وليس التوسع في الرزق بفضل ومنزلة وقربة لمن وسع عليه ، ولا التضييق في الرزق لبغض ولا مقت ولا إهانة لمن ضيق عليه ، بل ذلك كله لله تعالى ، يفعل ما يشاء محنة لعباده وابتلاء منه ليعلم الشاكر من الكافر ، علما يجب عليه الجزاء ، وقد كان علمه قبل أن يبتلي أحدا بذلك ، ولكن يريد أن يعلمه علم مشاهدة يقع عليه الجزاء .

ثم قال تعالى : { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أي : لا يعلمون أن الله إنما يفعل ذلك اختبارا وامتحانا فيظنون أنه إنما وسع على قوم لفضلهم ومحبتهم ، وضيق على قوم لبغضهم ومقتهم .