نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَمَا وَجَدۡنَا فِيهَا غَيۡرَ بَيۡتٖ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (36)

وسبب عن التعبس والستر والتعرض للظواهر والبواطن قوله : { فما وجدنا } أسند الأمر إليه تشريفاً لرسله إعلاماً بأن فعلهم فعله { فيها غير بيت } واحد وهو بيت لوط ابن أخي إبراهيم عليه السلام ، وقيل : كان عدة الناجين منهم ثلاثة عشر ، ولما كان الإسلام قد تطلق على الظاهر فقط وإن كان المراد هنا الأخص أخره فقال : { من المسلمين * } أي العريقين في الإسلام الظاهر والباطن لله من غير اعتراض أصلاً وهم إبراهيم وآله عليهم السلام فإنهم أول من وجد منه الإسلام الأتم ، وتسموا به كما مضى في البقرة وسموا به أتباعهم ، فكان هذا البيت الواحد صادقاً عليه الإيمان الذي هو التصديق والإسلام الذي هو الانقياد ، قال البغوي{[61394]} : وصفهم الله تعالى {[61395]}بالإيمان والإسلام{[61396]} جميعاً لأنه ما آمن مؤمن إلا وهو مسلم .

يعني لما بينها من التلازم وإن اختلف المفهومان ، وقال الأصبهاني : و-{[61397]}قيل : كان لوط وأهل بيته الذين نجوا ثلاثة عشر .


[61394]:راجع المعالم بهامش اللباب 6/204.
[61395]:من مد والمعالم، وفي الأصل: بالإسلام والإيمان.
[61396]:من مد والمعالم، وفي الأصل: بالإسلام والإيمان.
[61397]:زيد من مد.