نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (5)

ولما كان صانع الشيء قد لا يكون ملكاً ، وكان الملك لا يكمل ملكه إلا بعلم جميع ما يكون في مملكته والقدرة عليه ، وكان إنكارهم للبعث إنكاراً لأن{[62385]} يكون ملكاً ، أكد ذلك بتكرير الإخبار به فقال : { له } أي وحده { ملك السماوات } وجمع لاقتضاء المقام له{[62386]} { والأرض } أفرد لخفاء تعددها عليهم مع إرادة الجنس ، ودل على دوام ملكه وإحاطته بقوله عاطفاً على ما تقديره : فمن الله المبدأ ، معبراً بالاسم الأعظم الجامع لئلا يظن الخصوص بأمور ما تقدم : { وإلى الله } أي الملك الذي لا كفؤ له وحده { ترجع } بكل اعتبار على غاية السهولة { الأمور * } أي كلها حساً بالبعث ومعنى بالإبداء{[62387]} والإفناء ،


[62385]:- من ظ، وفي الأصل: لا.
[62386]:- زيد في الأصل: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ فحذفناها.
[62387]:- من ظ، وفي الأصل: بالابتداء.