ولما كانوا ربما استبعدوا الخسفة ، وكانوا يعهدون ما ينزل من السماء من الندى والأمطار والصواعق ، عادل بذلك قوله : { أم أمنتم } أي أيها المكذبون ، وكرر لهم ذكر ما يخشونه زيادة في الترهيب فقال : { من في السماء } على التقديرين { أن يرسل{[66967]} عليكم } {[66968]}أي من السماء{[66969]} { حاصباً * } أي حجارة{[66970]} يحصبكم - أي يرميكم - بها مع ريح عاصف بقوتها كما وقع لقوم لوط وأصحاب الفيل .
ولما كان{[66971]} هذا الكلام إنذاراً عظيماً ووعظاً بليغاً شديداً{[66972]} ، وكان حالهم عنده{[66973]} متردداً بين إقبال وإدبار ، سبب عنه على تقدير إدبارهم بتماديهم بما للإنسان من النقصان قوله متوعداً بما يقطع القلوب ، ولفت القول إلى مقام التكلم إيذاناً بتشديد الغضب : { فستعلمون } أي عن قريب بوعد{[66974]} لا خلف فيه في الدنيا ثم{[66975]} في الآخرة .
ولما كان العلم بكيفية الشيء أعظم من العلم بمطلق ذلك الشيء ، لأنه يلزم من العلم بها العلم {[66976]}بمطلق ذلك الشيء{[66977]} ، وكان ما هو بحيث يسأل عنه لا يكون إلا عظيماً قال : { كيف نذير * } أي إنذاري البليغ إذا شاهدتم العذاب ، وهو بحيث لا يستطاع ، ولا تتعلق الأطماع بكشف له ولا دفاع ، وحذف الياء منه و{[66978]}من " نكير " إشارة إلى أنه وإن كان خارجاً عن الطوق ليس منتهى مقدوره بل لديه مزيد ، لا غاية له بوجه ولا تحديد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.