نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ} (17)

ولما كانوا ربما استبعدوا الخسفة ، وكانوا يعهدون ما ينزل من السماء من الندى والأمطار والصواعق ، عادل بذلك قوله : { أم أمنتم } أي أيها المكذبون ، وكرر لهم ذكر ما يخشونه زيادة في الترهيب فقال : { من في السماء } على التقديرين { أن يرسل{[66967]} عليكم } {[66968]}أي من السماء{[66969]} { حاصباً * } أي حجارة{[66970]} يحصبكم - أي يرميكم - بها مع ريح عاصف بقوتها كما وقع لقوم لوط وأصحاب الفيل .

ولما كان{[66971]} هذا الكلام إنذاراً عظيماً ووعظاً بليغاً شديداً{[66972]} ، وكان حالهم عنده{[66973]} متردداً بين إقبال وإدبار ، سبب عنه على تقدير إدبارهم بتماديهم بما للإنسان من النقصان قوله متوعداً بما يقطع القلوب ، ولفت القول إلى مقام التكلم إيذاناً بتشديد الغضب : { فستعلمون } أي عن قريب بوعد{[66974]} لا خلف فيه في الدنيا ثم{[66975]} في الآخرة .

ولما كان العلم بكيفية الشيء أعظم من العلم بمطلق ذلك الشيء ، لأنه يلزم من العلم بها العلم {[66976]}بمطلق ذلك الشيء{[66977]} ، وكان ما هو بحيث يسأل عنه لا يكون إلا عظيماً قال : { كيف نذير * } أي إنذاري البليغ إذا شاهدتم العذاب ، وهو بحيث لا يستطاع ، ولا تتعلق الأطماع بكشف له ولا دفاع ، وحذف الياء منه و{[66978]}من " نكير " إشارة إلى أنه وإن كان خارجاً عن الطوق ليس منتهى مقدوره بل لديه مزيد ، لا غاية له بوجه ولا تحديد .


[66967]:- زيد في الأصل: أي من السماء أن يسلط، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66968]:- من ظ وم، وفي الأصل: بقدرته.
[66969]:- من ظ وم، وفي الأصل: بقدرته.
[66970]:-زيد من ظ وم.
[66971]:- زيد في الأصل: في، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66972]:- سقط من ظ وم.
[66973]:- من ظ ، وفي الأصل وم: عندهم.
[66974]:- في ظ وم: بوعيد.
[66975]:- من ظ وم، وفي الأصل: ولا.
[66976]:- في ظ وم: به.
[66977]:- في ظ وم: به.
[66978]:- زيد من ظ وم.