نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (6)

ولما أخبر سبحانه عن تهيئته العذاب لهم بالخصوص ، أخبر أيضاً{[66814]} عن تهيئته{[66815]} لكل عامل بأعمالهم على وجه اندرجوا هم فيه ، فقال حاثاً على التفكر في عظيم انتقامه الخارج عن العادة{[66816]} في عدم الانطفاء{[66817]} ، لكونه ليس{[66818]} بسيف ولا عصا ، ولا بسوط ونحوه ، بل النار الخارجة عن العادة في {[66819]}عدم الانطفاء . ولا للمعذب من الخلاص منها {[66820]}مسلك ولا رجاء{[66821]} بل{[66822]} كلما طال الزمان تلقته بالشدة والامتداد . بئس الجامعة{[66823]} للمذام{[66824]} في كل انتقام مع الإهانة والاحتقار { وللذين كفروا } أي أوقعوا{[66825]} التغطية لما من{[66826]} حقه أن يظهر ويشهر من الإذعان للإله ، فقال صارفاً القول عن مقام العظمة إلى صفة الإحسان الخاصة بالتربية ، تنبيهاً على ما في إنكاره من عظيم الكفران : { بربهم } أي الذي تفرد بإيجادهم والإحسان إليهم ، فأنكروا إيجاده لهم بعد الموت ، وذلك كفراً منهم{[66827]} بما شاهدوا من اختراعه لهم من العدم . { عذاب جهنم } أي الدركة النارية التي تلقاهم بالتجهم والعبوسة والغضب .

ولما كان التقدير : هي مصيرهم ، قال دالاً على عدم خلاصهم منها أصلاً أزلاً وأبداً : { وبئس المصير * } أي هي{[66828]} .


[66814]:- سقط من ظ وم.
[66815]:- من ظ وم، وفي الأصل: بتهنئته.
[66816]:-سقط ما بين الرقمين من م.
[66817]:-سقط ما بين الرقمين من م.
[66818]:- زيد من م.
[66819]:- من ظ وم، وفي الأصل: عن.
[66820]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66821]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66822]:- زيد من ظ وم.
[66823]:- من ظ وم، وفي الأصل: الجامع.
[66824]:- زيد في الأصل: بل، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[66825]:- زيد من ظ وم.
[66826]:- زيد من ظ وم.
[66827]:- سقط من ظ وم.
[66828]:- زيد في الأصل: النار، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.