ولما افتتح سبحانه السورة بعظيم بركته وتمام قدرته وتفرده في مملكته ، ودل على ذلك بتفرده بالإماتة والإحياء ، ختم بمثل ذلك بالماء الذي وجوده هو {[67172]}سبب للحياة{[67173]} وعدمه سبب للموت ، فقال قارعاً بالتنبيه مشيراً بتكرير الأمر إلى مزيد التوبيخ والزجر والتبكيت دالاً على تعيين ما أبهم من أهل الضلال ، ومصرحاً بما لوح إليه{[67174]} من ذلك الإجمال . { قل } أي يا أعظم خلقنا وأعلمهم بنا : { أرءيتم } أي أخبروني إخباراً لا لبس فيه {[67175]}ولا خفاء{[67176]} ، ولما كان شديد العناية بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، سكن قلبه في وعيدهم بالإشارة إلى الرفق بهم لأجله ، فابتدأ الوعيد بحرف الشك فقال : { إن } ولما كانت{[67177]} النعمة أشد ما يكون إذا كانت في الصباح الذي هو موضع ارتقاب{[67178]} الفلاح قال : { أصبح مآؤكم } أي الذي تعدونه في أيديكم - بما نبهت عليه الإضافة .
ولما كان المقصود المبالغة ، جعله نفس المصدر فقال : { غوراً } أي نازلاً في الأرض بحيث لا يمكن لكم نيله بنوع حيلة - بما دل على ذلك الوصف{[67179]} بالمصدر { فمن يأتيكم } على ضعفكم حينئذ وافتقاركم ، وانخلاع قلوبكم واضطراب أفكاركم { بماء معين * } أي جار دائماً لا ينقطع أو {[67180]}ظاهراً للأعين{[67181]} سهل المأخذ{[67182]} إلا الله رب العالمين ، فإنه هو القادر على ذلك{[67183]} ، فقد رجع ذلك الآخر كما ترى على ذلك الأول ، وعانقه على أحسن وجه وأكمل - والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.