نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ} (7)

ولما كان هذا إخباراً بجنونهم المستلزم لضلالهم{[67404]} على هذا الوجه المتصف ، وكان مثل هذا قد{[67405]} يقع في محاورات الناس بضرب من الظن ، استأنف تعالى ما هو كالتعليل لما أفاده السياق من هذا الحكم عليهم ، إعلاماً بأنه ناشىء عن علم قطعي لا مرية فيه بوجه ، فقال مؤكداً لأجل إنكارهم ، لأن يكون الأمر على ما أفاده ما تقدم : إن ربك أي الذي رباك أحسن تربية وجبلك على{[67406]} أعظم الخلائق { هو } أي وحده { أعلم } أي{[67407]} من كل أحد ، لا سيما من يتحرض ، { بمن ضل } أي حار وجار{[67408]} وذهب وزل ، وضاع وغاب غيبة عظيمة لا يهتدي منها ، وسلك غير سبيل القصد ، وأخطأ موضع الرشد ، معرضاً { عن سبيله } فكان أجن المجانين ، لأنه سبحانه وتعالى خالقهم ، وشارعه " ألا يعلم من خلق {[67409]}وهو اللطيف الخبير " {[67410]} ولا سيما وهو الحي القيوم الذي لا يغفل{[67411]} { وهو } أي خاصة { أعلم بالمهتدين * } أي الثابتين {[67412]}على الهدى{[67413]} وهم أولو الأحلام والنهى ، وهذا سر القدر الذي يقال : إنه{[67414]} إنما يظهر يوم الحاقة .


[67404]:- من ظ وم، وفي الأصل: إضلالهم.
[67405]:- زيد من ظ وم.
[67406]:- من ظ وم، وفي الأصل: عن.
[67407]:- زيد من م.
[67408]:- من ظ وم، وفي الأصل: خاف.
[67409]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67410]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67411]:- من ظ وم، وفي الأصل: لا ينجل.
[67412]:- من ظ وم، وفي الأصل: بالهدى.
[67413]:- من ظ وم، وفي الأصل: بالهدى.
[67414]:- من ظ وم، وفي الأصل: إن.