ثم علل ذلك بما يكون مجموعه على وقوعه منهم من مدة طويلة وهم مستمرون عليه بقوله : { ودوا } أي أحبوا محبة عظيمة{[67425]} واسعة متجاوزة للحد قديماً مع الاستمرار على ذلك{[67426]} وأكد تهالكهم على هذه الودادة{[67427]} بما يفهم التمني وإن ذلك مستمر منهم {[67428]}لا أنه{[67429]} وقع ومضى ، فقال مشيراً إلى إفسادهم القوة النطقية وخلق الشجاعة الغريزية : { لو تدهن } أي تلاين فتوافق على{[67430]} بعض ما يريدون فتهادنهم{[67431]} على ترك نهيهم عن الشرك وترك التعرض لسب آلهتهم وتسفيه{[67432]} أحلامهم وتضليل آبائهم ؛ قال ابن برجان : والإدهان ملاينة {[67433]}وانجرار{[67434]} بالباطل وإغماض عن الحق مع المعرفة بذلك - انتهى .
وهو من الدهن لأنه يلين ما يدهن به{[67435]} .
ولما {[67436]}كان من طبعهم أنهم{[67437]} كانوا يلينون له صلى الله عليه وسلم بعض الأوقات خداعاً{[67438]} كما قيل في سبب نزول " الكافرون " من أنهم قالوا له صلى الله عليه وسلم : تعالى فلنصطلح على أن نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة ، ونحو هذا من الأباطيل حتى{[67439]} أنهم سجدوا وراءه صلى الله عليه وسلم لما تلا عليهم سورة النجم فسجد فيها فسجد وراءه الكفار والمؤمنون والجن والإنس ، حتى سمع المهاجرون إلى الحبشة وهم بالحبشة فرجع بعضهم{[67440]} ظناً{[67441]} منهم{[67442]} أنهم قد أسلموا فوجدوهم على أخبث ما كانوا عليه أولاً{[67443]} ، قال سبحانه معرفاً بأن ذلك منهم خداع : { فيدهنون * } أي فبسبب ودادتهم أنك تدهن هم{[67444]} يدهنون ، فهو عطف على " ودوا " لا{[67445]} جواب " لو " لأجل تنبيهه صلى الله عليه وسلم على أن لينهم إنما هو خداع لم يرد به غير الفساد ، وقد أخروا الإدهان وإن كانوا قديماً في{[67446]} وداده طمعاً في أن تبدأ به فيظهروه{[67447]} حينئذ ، قال القشيري : من أصبح عليلاً تمنى أن يكون الناس كلهم مرضى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.