نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ} (9)

ثم علل ذلك بما يكون مجموعه على وقوعه منهم من مدة طويلة وهم مستمرون عليه بقوله : { ودوا } أي أحبوا محبة عظيمة{[67425]} واسعة متجاوزة للحد قديماً مع الاستمرار على ذلك{[67426]} وأكد تهالكهم على هذه الودادة{[67427]} بما يفهم التمني وإن ذلك مستمر منهم {[67428]}لا أنه{[67429]} وقع ومضى ، فقال مشيراً إلى إفسادهم القوة النطقية وخلق الشجاعة الغريزية : { لو تدهن } أي تلاين فتوافق على{[67430]} بعض ما يريدون فتهادنهم{[67431]} على ترك نهيهم عن الشرك وترك التعرض لسب آلهتهم وتسفيه{[67432]} أحلامهم وتضليل آبائهم ؛ قال ابن برجان : والإدهان ملاينة {[67433]}وانجرار{[67434]} بالباطل وإغماض عن الحق مع المعرفة بذلك - انتهى .

وهو من الدهن لأنه يلين ما يدهن به{[67435]} .

ولما {[67436]}كان من طبعهم أنهم{[67437]} كانوا يلينون له صلى الله عليه وسلم بعض الأوقات خداعاً{[67438]} كما قيل في سبب نزول " الكافرون " من أنهم قالوا له صلى الله عليه وسلم : تعالى فلنصطلح على أن نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة ، ونحو هذا من الأباطيل حتى{[67439]} أنهم سجدوا وراءه صلى الله عليه وسلم لما تلا عليهم سورة النجم فسجد فيها فسجد وراءه الكفار والمؤمنون والجن والإنس ، حتى سمع المهاجرون إلى الحبشة وهم بالحبشة فرجع بعضهم{[67440]} ظناً{[67441]} منهم{[67442]} أنهم قد أسلموا فوجدوهم على أخبث ما كانوا عليه أولاً{[67443]} ، قال سبحانه معرفاً بأن ذلك منهم خداع : { فيدهنون * } أي فبسبب ودادتهم أنك تدهن هم{[67444]} يدهنون ، فهو عطف على " ودوا " لا{[67445]} جواب " لو " لأجل تنبيهه صلى الله عليه وسلم على أن لينهم إنما هو خداع لم يرد به غير الفساد ، وقد أخروا الإدهان وإن كانوا قديماً في{[67446]} وداده طمعاً في أن تبدأ به فيظهروه{[67447]} حينئذ ، قال القشيري : من أصبح عليلاً تمنى أن يكون الناس كلهم مرضى .


[67425]:- سقط من ظ وم.
[67426]:- زيد في الأصل: بما يكون مجموعه، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67427]:- من ظ وم، وفي الأصل: الواردة.
[67428]:- من ظ وم، وفي الأصل: لأنه.
[67429]:- من ظ وم، وفي الأصل: لأنه.
[67430]:- من ظ وم، وفي الأصل: لا.
[67431]:- من ظ وم، وفي الأصل: فنهاون.
[67432]:- من ظ وم، وفي الأصل: سفه.
[67433]:- من ظ وم، وفي الأصل: القول والانجرار.
[67434]:- من ظ وم، وفي الأصل: القول والانجرار.
[67435]:- من ظ وم، وفي الأصل فيه:.
[67436]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67437]:- سقط ما بين الرقمين من ظ ظ وم.
[67438]:- زيد من ظ وم.
[67439]:- من ظ وم، وفي الأصل: عقول ضل باريها على.
[67440]:- من ظ وم، وفي الأصل: بعض.
[67441]:- زيد من ظ وم.
[67442]:- زيد في الأصل: على، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67443]:- سقط من ظ وم.
[67444]:- زيد من ظ وم.
[67445]:- زيد من ظ وم.
[67446]:- من ظ وم، وفي الأصل: عن.
[67447]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيظهره.