نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ ٱلۡعَظِيمِ} (33)

ولما ذكر على الإجمال عقابه أتبعه أسبابه ، فقال بادئاً بأعظمها مؤكداً لأن كل كافر حتى المعطل يقر بالله تعالى نوع إقرار ويدعي الإيمان به نوع ادعاء ، لأنه لا يقدر على غير ذلك لما له سبحانه من غلبة الظهور وانتشار الضياء والنور : { إنه كان } أي جبلة وطبعاً وإن أظهر شيئاً{[68119]} يلبس به على الضعفاء ويدلس{[68120]} على الأغنياء { لا يؤمن } أي الآن ولا في مستقبل الزمان { بالله } أي الملك الأعلى الذي يعلم السر وأخفى .

ولما كانت عظمة الملك موجبة لزيادة النكال لمن يعانده على قدر علوها ، وكان الذي أورث هذا الشقي هذا الخزي هو تعظمه{[68121]} على أمر الله وعباده ، أشار إلى أنه لا يستحق{[68122]} العظمة غيره سبحانه فقال : { العظيم * } أي الكامل العظم{[68123]} .


[68119]:- زيد من ظ وم.
[68120]:- زيد في الأصل: به، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68121]:- من ظ وم، وفي الأصل: تعظيمه.
[68122]:- زيد في الأصل: ان، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68123]:- من ظ وم، وفي الأصل: العظمة.