ولما ثبت أن له سبحانه العظمة البالغة الباهرة من شمول العلم وتمام القدرة ، فأنتج اعتماد أهل حزبه عليه وإعراضهم عن كل ما سواه ، سبب عن ذلك قوله تهديداً للمخالفين وتسلية للمؤالفين : { فذرهم } أي اتركهم ولو{[68520]} على أسوأ أحوالهم { يخوضوا } أي يفعلوا في مقالهم وفعالهم الذي لا شيء منه على إتقان بل هو كفعل{[68521]} الخائض في الماء الذي لا يضع رجله{[68522]} في موضع يعلم أنه يرضيه ، فهو بصدد أن يقع أو يغرق { ويلعبوا } أي يفعل فعل اللاعب الذي لا فائدة لفعله{[68523]} إلا ضياع الزمان والتعطل عما يهم من عظيم الشأن .
ولما كان ما توعد الله من أحوال{[68524]} الآخرة لا بد من وقوعه كان كأنه قادم على الإنسان والإنسان ساع{[68525]} بجهده إليه ، فلذلك عبر بالمفاعلة فقال : { حتى يلاقوا } ولما كان ما يقع للكفار منه أعظم ، كان ذلك اليوم كأنه خاص بهم فقال : { يومهم الذي } ولما كان الوعيد - وهو ما كان من الخبر تخويفاً للمتوعد - صادعاً للقلوب إذا كان من القادر من غير حاجة إلى ذكر المتوعد ، بني المفعول قوله : { يوعدون * } وهو يوم كشف الغطاء الذي أول تجليته عند الغرغرة ونهايته النفخة الثانية إلى دخول كل من الفريقين في داره ومحل استقراره ، والآية منسوخة بآية السيف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.