نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَذَرۡهُمۡ يَخُوضُواْ وَيَلۡعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ} (42)

ولما ثبت أن له سبحانه العظمة البالغة الباهرة من شمول العلم وتمام القدرة ، فأنتج اعتماد أهل حزبه عليه وإعراضهم عن كل ما سواه ، سبب عن ذلك قوله تهديداً للمخالفين وتسلية للمؤالفين : { فذرهم } أي اتركهم ولو{[68520]} على أسوأ أحوالهم { يخوضوا } أي يفعلوا في مقالهم وفعالهم الذي لا شيء منه على إتقان بل هو كفعل{[68521]} الخائض في الماء الذي لا يضع رجله{[68522]} في موضع يعلم أنه يرضيه ، فهو بصدد أن يقع أو يغرق { ويلعبوا } أي يفعل فعل اللاعب الذي لا فائدة لفعله{[68523]} إلا ضياع الزمان والتعطل عما يهم من عظيم الشأن .

ولما كان ما توعد الله من أحوال{[68524]} الآخرة لا بد من وقوعه كان كأنه قادم على الإنسان والإنسان ساع{[68525]} بجهده إليه ، فلذلك عبر بالمفاعلة فقال : { حتى يلاقوا } ولما كان ما يقع للكفار منه أعظم ، كان ذلك اليوم كأنه خاص بهم فقال : { يومهم الذي } ولما كان الوعيد - وهو ما كان من الخبر تخويفاً للمتوعد - صادعاً للقلوب إذا كان من القادر من غير حاجة إلى ذكر المتوعد ، بني المفعول قوله : { يوعدون * } وهو يوم كشف الغطاء الذي أول تجليته عند الغرغرة ونهايته النفخة الثانية إلى دخول كل من الفريقين في داره ومحل استقراره ، والآية منسوخة بآية السيف .


[68520]:- زيد من ظ وم.
[68521]:- من ظ وم، وفي الأصل: فعل.
[68522]:- زيد في الأصل: في الماء، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68523]:- من ظ وم، وفي الأصل: في فعله.
[68524]:- من ظ وم، وفي الأصل: أعمال.
[68525]:- زيد في الأصل: في- مع يسير من البياض، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.