نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ثُمَّ إِنِّي دَعَوۡتُهُمۡ جِهَارٗا} (8)

ولما ذكر دعاءه في جميع الأوقات مع إعراضهم ، وكان هذا مؤيساً وموجباً للإقلاع عن الدعاء ، وإن وجد الدعاء بعده في غاية البعد منه على إيجاده مع الاستغراق به لجميع{[68679]} الحالات كما استغرق جميع الأوقات ، فعبر بأداة التراخي للدلالة على تباعد الأحوال فقال : { ثم } وأكد لنحو ما مضى من أن تجرد إقبالهم على دعائهم بعد ذلك لا يكاد يصدق فضلاً عن الإكثار منه فقال : { إني دعوتهم } أي{[68680]} إلى الإيمان ومنابذة الشيطان .

ولما كان الجهر أحد نوعي الدعاء ، نصبه به{[68681]} نصب المصدر فقال : { جهاراً * } أي مكاشفة في فخامة الصوت والتعميم لجماعتهم جليلهم وحقيرهم والإخلاص {[68682]}في ذلك{[68683]} والمداومة له{[68684]} حتى كاد بصري يكل من شدة التحديث إليهم والإقبال عليهم من غير احتجاب عنهم ولا ارتقاب منهم بل مباغتة ، وكررت ذلك عليهم حتى أخرجت ما عندهم{[68685]} من الجواب ، ولم أكف عند سد آذانهم واستغشائهم ثيابهم{[68686]} .


[68679]:- من ظ وم، وفي الأصل: جميع.
[68680]:-زيد من ظ وم.
[68681]:-زيد من ظ وم.
[68682]:- من ظ وم، وفي الأصل: له.
[68683]:- من ظ وم، وفي الأصل: بثيابهم.
[68684]:- زيد من ظ وم.
[68685]:- زيد من ظ وم.
[68686]:- من ظ وم، وفي الأصل: بثيابهم.