فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ثُمَّ إِنِّي دَعَوۡتُهُمۡ جِهَارٗا} (8)

{ ثم إني دعوتهم جهارا } أي مظهرا لهم الدعوة مجاهرا لهم بها ، وانتصاب { جهارا } على المصدرية لأن الدعاء يكون جهارا ويكون غير جهار ، فالجهار نوع من الدعاء كقولهم قعد القرفصاء ، ويجوز أن يكون نعت مصدر محذوف أي دعاء جهارا ، وأن يكون مصدرا في موضع الحال أي مجاهرا أو ذا جهار ، أو جعل نفس المصدر مبالغة ، ومعنى " ثم " الدلالة على تباعد الأحوال لأن الجهاز أغلظ من السر ، والجمع بين الأمرين أغلظ من أحدهما ، قرأ الجمهور { إني } بسكون الياء وقرئ بفتحها .