تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ثُمَّ إِنِّي دَعَوۡتُهُمۡ جِهَارٗا} (8)

الآيتان8 و9 : وقوله تعالى : { ثم إني دعوتهم جهارا } { ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا }ففي هذا إخبار أنه دعاهم إلى عبادته عز وجل في كل وقت ، تهيأ له من ليل أو نهار ، ولم يقصر فيها ، ودعاهم في كل وقت رجاء الإجابة منهم .

ويحتمل : { ثم إني دعوتهم جهارا } أي إذا بعدوا مني ، وازدحموا ، وكثروا ، فدعاهم جهارا ، ليعلمهم الدعوة .

وقوله تعالى : { ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا }إذا قربوا منه ، وقلوا . فلما أدخلوا أصابعهم في آذانهم ، واستغشوا ثيابهم ، أعلن في الدعاء .

ثم جائز أن يكون الجهر والإسرار منصرفا إلى الدعوة ، ويكون الجهر والإسرار بالحجج وإظهار البينات ، وإلى هذا يذهب أبو بكر الأصم .