نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{كَلَّا وَٱلۡقَمَرِ} (32)

ولما كان حصرها في الذكرى ربما أوهم نقصاً في أمرها يوجب لبعض المعاندين ريبة في عظمه وأنه لا حقيقة لها و{[69908]}لا عذاب فيها ، قال رادعاً من ذلك ومنبهاً على الاستعداد {[69909]}والحذر{[69910]} بكلمة الردع والتنبيه : { كلا } أي إياك أن ترتاب في{[69911]} أهوالها وعظيم أمرها وأحوالها وأوجالها لأن الأمر أطم وأعظم مما يخطر بالبال ، فليرتدع السامع {[69912]}ولينزجر{[69913]} .

ولما حصر{[69914]} أمرها في الذكرى ونفى أن يظن بها{[69915]} نقص فيما جعلت له تأكيداً للكلام إشارة إلى ما لأغلب المخاطبين من الشكاسة والعوج إيقاظاً مما هم فيه من الغفلة وتلطيفاً لما لهم من اللوم والكثافة وتنبيهاً لهم على السعي في تقويم أنفسهم بما يستعملونه من الأدوية التي يرشدهم سبحانه إلى علاج أمراض القلوب بها ، زاد الأمر تأكدياً فأقسم على ذلك بما هو ذكرى للناس ولا يظهر معه ظلام الليل كما أن ضياء القرآن لا يظهر معه ظلام الجهل من أعمل عين فكرته ، وألقى حظوظ نفسه ، فقال : { والقمر * } أي الذي-{[69916]} هو آية الليل الهادية لمن ضل بظلامه


[69908]:من ظ، وفي الأصل و م: لو.
[69909]:من ظ، وفي الأصل و م: فالحذر.
[69910]:من ظ، وفي الأصل و م: فالحذر.
[69911]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[69912]:تكرر ما بين الرقمين في الأصل.
[69913]:تكرر ما بين الرقمين في الأصل.
[69914]:من ظ و م، وفي الأصل: عظم.
[69915]:العبارة من هنا جاءت مطموسة في الأصل فانتسخناها من ظ.
[69916]:زيد من م.