فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّا وَٱلۡقَمَرِ} (32)

ثم ردع سبحانه المكذبين وزجرهم فقال { كلا والقمر } قال الفراء { كلا } صلة للقسم والتقدير أي والقمر ، وقيل المعنى حقا والقمر .

قال الكرخي { كلا } استفتاح بمعنى ألا بفتح الهمزة وتخفيف اللام المفيدة للتنبيه على تحقق ما بعدها ، وقال النضر بن شميل حرف جواب بمعنى أي ونعم ، وهو مذهب البصريين ، وجعلها ، الزمخشري في الآية للإنكار أو الردع قال الكافيجي : ولا منافاة بينه وبين كلام البصريين فإن مدار كلامهم على ما يتبادر من ظاهر القول ، ومدار كلامه على أساس البلاغة والإعجاز وهو أحسن .

قال ابن جرير الطبري ردّ زعْم من زعَم أنه يقاوم خزنة جهنم أي ليس الأمر كما يقول ، ثم أقسم على ذلك بالقمر وبما بعده وهذا هو الظاهر من معنى الآية .