نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (51)

ولما عذبوهم قولاً وفعلاً ، عللوا لهم ذلك بقولهم{[35130]} زيادة في تأسيفهم : { ذلك } أي هذا الفعل العظيم الذي يفعله{[35131]} بكم من العذاب الأليم { بما قدمت أيديكم } أي من الجراءة على الله { وأن } أي وبسبب أن له أن يفعل ذلك وإن لم تقدموا شيئاً فإن { الله } أي{[35132]} الذي له صفات الكمال { ليس بظلام } أي بذي ظلم { للعبيد* } فإن ملكه لهم تام . والمالك التام المُلك على ما يملكه المِلك الذي لا شيء يخرج عن دائرة ملكه ، وهو{[35133]} الذي جبلكم هذه الجبلة الشريرة التي تأثرت عنها هذه الأفعال القبيحة ، وهو لا يُسأل عما يفعل ، من الذي يسأله ! ويجوز أن يكون المعنى : وليس بذي ظلم لأنه لا يترك الظالم يبغي على المظلوم من غير جزاء لكم على ظلمكم لأهل طاعته ، وسيأتي في " فصلت " حكمة التعبير بصيغة تحتمل المبالغة{[35134]} .


[35130]:من ظ، وفي الأصل: قوله.
[35131]:في ظ: نفعله.
[35132]:سقط من ظ.
[35133]:من ظ، وفي الأصل: هذا.
[35134]:زيد من ظ.