فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (51)

والإشارة بقوله : { ذلك } إلى ما تقدّم من الضرب والعذاب والباء في { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } سببية ، أي ذلك واقع بسبب ما كسبتم من المعاصي ، واقترفتم من الذنوب . وجملة { وَأَنَّ الله لَيْسَ بظلام لّلْعَبِيدِ } في محل رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي والأمر أنه لا يظلمهم ، ويجوز أن تكون معطوفة على الجملة الواقعة خبراً لقوله : { ذلك } وهي : { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } أي ذلك العذاب بسبب المعاصي ، وبسبب : { أَنَّ الله لَيْسَ بظلام لّلْعَبِيدِ } لأنه سبحانه قد أرسل إليهم رسله ، وأنزل عليهم كتبه ، وأوضح لهم السبيل ، وهداهم النجدين كما قال سبحانه : { وَمَا ظلمناهم ولكن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } .

/خ54