السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (51)

{ ذلك } أي : الذي نزل بكم من القتل والضرب والحريق { بما } أي : بسبب ما { قدّمت } أي : كسبت { أيديكم } من الكفر والمعاصي ، وإنما عبر بالأيدي دون غيرها لأنّ أكثر الأفعال تزاول بها والتحقيق إنّ الإنسان جوهر واحد وهو الفعال وهو الدراك وهو المؤمن وهو الكافر وهو المطيع وهو العاصي وهذه الأعضاء آلة له وأدوات في الفعل فأضيف الفعل في الظاهر إلى الآلة وهو في الحقيقة مضاف إلى جوهر ذات الإنسان { وأنّ الله ليس بظلام للعبيد } فلا يعذب أحداً من خلقه بغير ذنب وظلام للتكثير لأجل العبيد أي : أنه بمعنى ذي ظلم .