تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (51)

وقوله تعالى : ( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ ) ذكر تقديم اليد ، وإن كان الكفر من عمل القلب ، لما باليد يقدم في العرف .

وقوله تعالى : ( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وأن الله ليس بظلام للعبيد ) في[ في الأصل وم : وفي ] الآية دلالة الرد على المجبرة لأنهم لا يجعلون للعبيد في أفعالهم صنعا ، يجعلون حقيقة الأفعال لله .

وذكر ( ذلك مما قدمت أيديكم ) فلو لم لهم صنع لم يكن لقوله ( بما قدمت أيديكم ) معنى ، وكذلك قوله تعالى : ( وأن الله ليس بظلام للعبيد ) فلو لم يكن لهم لكان التعذيب ظلما . دل أن لهم فعلا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وأن الله ليس بظلام للعبيد ) في ما شرع من القتال والإهلاك والتعذيب في الآخرة ، لأنه مكن لهم ما يكسبون به من النجاة والحياة الدائمة ، فما لحقهم مما ذكر إنما كان باكتسابهم واختيارهم .