فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (51)

{ ذلك } إشارة إلى ما تقدم من الضرب والحريق والعذاب والقتل { بما قدمت أيديكم } أي واقع بسبب ما كسبتم من المعاصي واقترفتم من الذنوب ، هذا من جملة قول الملائكة ، عبر بها دون غيرها لأن أكثر الأعمال تزاول بها { وأن الله ليس بظلام للعبيد } أي والأمر أنه لا يظلمهم أو ذلك العذاب بسبب المعاصي وبسبب أن الله ليس بذي ظلم لهم فيعذبهم بغير ذنب ، لأنه سبحانه قد أرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه ، وأوضح لهم السبيل وهداهم النجدين كما قال سبحانه : { وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } والجملة اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبلها .