جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (51)

{ ذلك } الضرب { بما قدمت أيديكم } أي : بشؤم ذنوبكم { وأن الله ليس لظلام للعبيد } عطف{[1879]} على ما قدمت ، قيل : للدلالة على أن سببية مقيدة بانضمامه إليه ، إذ لولاه لأمكن أن يعذبهم بغير ذنب ، وظلام للتكثير لكثرة العبيد فالظالم لهم كثير الظلم .


[1879]:عطف على ما قدمت أشار إلى أن من عفا عن هؤلاء الطين ظلموا أنفسهم، وظلموا عباد الله المؤمنين صار ظالما كثير الظلم، بمعنى أنه وضع الشيء في غير موضعه اللائق، وبهذا فسر أهل اللغة الظلم، وما ورد في كتاب الله الظلم إلا بهذا المعنى، والعفو في موضع لا تقضيه الحكمة ظلم لا شك فيه، وليس هذا من الاعتزال في شيء قيل: إن ذلك على طريق النسب كتمار ولبان، قيل: ذلك على طريق التوزيع، فإن العبيد دال على الاستغراق فالظالم لهم كثير الظلم لإصابة كل منهم ظلما، فالمعنى ليس بظالم هذا ولا ذلك ما لا يحصى فالمبالغة راجعة إلى الكمية، وتأمل قول القاضي البيضاوي في هاهنا وفي سورة آل عمران، كيف وقع فيما فر منه/12.