التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (25)

{ واللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ويَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 25 }[ 25 ] .

في الآية إيذان رباني بأن الله تعالى إنما يدعو إلى دار السلام ويهدي بدعوته من استحق الهداية من عباده الصالحين إلى الطريق المستقيم الذي فيه النجاة لهم .

والمتبادر أن الآية بمثابة تعقيب على الآيات السابقة وبخاصة الآية السابقة لها مباشرة التي تقرر أن الله تعالى إنما يفصل آياته لمن يريد أن يتدبر ويتفكر فيها .

وقد أولنا جملة { ويهدي من يشاء } بما أولناها به ، على ضوء الآيات العديدة الأخرى التي تذكر أن الله يهدي إليه من أنيب وأنه لا يضل إلاّ الفاسقين والظالمين على ما شرحناه في مناسبات سابقة .

ولقد روى الطبري والبغوي عن قتادة أن ( السلام ) في الآية اسم الله ، وأن دار السلام هي الجنة . وقال البغوي إلى هذا وقيل : إن الجنة وصفت بدار السلام ؛ لأن أهلها يحيي بعضهم بعضا والملائكة يحيونهم بالسلام على ما جاء في آيات عديدة منها الآية [ 10 ] من هذه السورة .

على أنه يتبادر لنا مع ذلك أن التعبير ينطوي على معنى تطمين عام بأن الله تعالى إنما يدعو الناس إلى كل ما فيه سلامتهم ونجاتهم وطمأنينتهم وأمنهم والله أعلم .