{ والله يدعو إلى دار السلام } لما نفر عباده عن الميل إلى الدنيا بما ضربه لهم من المثل السابق ، رغبهم في الدار الآخرة بإخبارهم بهذه الدعوة منه عز وجل إلى دار السلام ، قال الحسن وقتادة : السلام هو الله تعالى وداره الجنة ، وقال الزجاج : والمعنى والله يدعو إلى دار السلامة ، ومعنى السلام والسلامة واحد كالرضاع والرضاعة .
وقيل أراد دار السلام الذي هو التحية لأن أهلها ينالون من الله تعالى بمعنى التحية كما في قوله : { تحيتهم فيها سلام } وقيل السلام اسم لأحد الجنان السبع { أحدها } دار السلام { والثانية } دار الجلال { والثالثة } جنة عدن { والرابعة } جنة المأوى { والخامسة } جنة الخلد ، { والسادسة } جنة الفردوس { والسابعة } جنة النعيم .
وقيل المراد دار السلام الواقع من المؤمنين بعضهم على بعض في الجنة ، وقد اتفقوا على أن دار السلام هي الجنة ، وإنما اختلفوا في سبب التسمية بدار السلام .
{ ويهدي من يشاء } هدايته قال أبو العالية : يهديهم للمخرج من الشبهات والفتن والضلالات { إلى صراط مستقيم } دين الإسلام جعل سبحانه الدعوة إلى دار السلام عامة والهداية خاصة بمن يشاء أن يهديه تكميلا للحجة وإظهارا للاستغناء عن خلقه .
أخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي جعفر محمد ابن علي قال : حدثني جابر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : ( إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه اضرب له مثلا ، فقال اسمع سمعت أذنك واعقل عقل قلبك إنما مثلك ومثل أمتك مثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل فيها مأدبة ثم بعث رسولا يدعو الناس على طعامه فمنهم من أجاب الرسول ، ومنهم من ترك فالله هو الملك والدار الإسلام والبيت الجنة وأنت يا محمد رسول فمن أجابك دخل الإسلام ومن دخل الإسلام دخل الجنة ، ومن دخل الجنة أكل منها ) {[930]} وقد روي معنى هذا من طرق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.