وَاللَّهُ يَدْعُواْ إِلَى دَارِ السَّلاَمِ } قال قتادة : السلام الله وداره الجنة ، وقيل : السلام والسلامة واحد كاللذاذ واللذاذة والرضاع والرضاعة .
تُحيّى بالسلامة أم بكر *** وهل لك بعد رهطك من سلام
فسميت الجنة دار السلام لأن من دخلها سلم من الآفات . قال الله تعالى :
{ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ } [ الحجر : 46 ] ، وقال ذو النون المصري : سميت بذلك لأن من دخلها سلم من القطيعة والفراق ، وقيل : أراد به التحية يقال : سلم تسليماً وسلاماً كما يقال : كلم تكليماً وكلاماً فسميت الجنة دار السلام لأن أهلها يحيي بعضهم بعضاً والملائكة يسلمون عليهم ، وقال الحسن : السلام لا ينقطع عن أهل الجنة وهو تحيتهم .
وقال أبو بكر الوراق : سميت بذلك لأن من دخلها سلم عليه المولى وذلك أن الله يعلم ما فيه أهل الجنة من ذكر الذنوب والهيبة لعلاّم الغيوب فيبدأهم بالسلام والتحية لهم تقريباً وإيناساً وترحيباً .
قال جابر بن عبد الله خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : " إني رأيت في المنام كأن جبرائيل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه : اضرب له مثلا فقال : اسمع سمعت اذنك واعقل عقل قلبك إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ داراً ثم بنى فيها بيتاً ثم جعل فيها مأدبة ثم بعث رسولا يدعوهم إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه ، فالله هو الملك ، والدار الإسلام ، والبيت الجنة وأنت يا محمد الرسول ، من أجابك دخل الإسلام ومن دخل الإسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل مما فيها " .
قال يحيى بن معاذ : يا ابن آدم دعاك الله إلى دار السلام فانظر من أين تجيبه فإن أجبته من دنياك دخلتها وإن أجبته من قبرك منعتها ثم قال : { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } عمّ بالدعوة إظهاراً لحجته وخصّ بالهداية استغناءً عن خلقه ، وقيل : الدعوة إلى الدار عامة لأنها الطريق إلى النعمة وهداية الصراط خاصة لأنها الطريق إلى المنعم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.