{ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إلاّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وإِنَّا لَمُوفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ 109 } [ 109 ] .
في الآية تقرير بأن الكفار إنما يعبدون كما كان يعبد آباؤهم عبادات باطلة ، وإنه ليس في ذلك محل للشك والمراء ، وتوكيد بأن الله تعالى سوف يوفيهم استحقاقهم على ذلك بدون نقص .
واتصال الآية بما سبقها ظاهر من حيث إنها في صدد الكفار الذين كانوا موضع الحديث والإنذار كما يدل عليه الضمير الراجع إليهم .
{ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إلاّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم
مِّن قَبْلُ وإِنَّا لَمُوفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ }
ولم نر أحدا من المفسرين فيما اطلعنا عليه وقف عند الآية وبين سبب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الشك فيما يعبد الكفار ، مع أن أسلوب الآية يستدعي ذلك .
وقد استلهمنا منها أن بعض المسلمين أو بعض الكفار كانوا يدافعون عن أنفسهم بأنهم مؤمنون بالله معتقدون بأنه الخالق المؤثر في كل شيء ، وبأنهم محترمون بيته وتقاليد ملة إبراهيم خليله ويفعلون المكرمان ؛ فأُريد في الآية ردّ ذلك ما داموا يشركون مع الله غيره في العبادة والدعاء مهما كان القصد وتوكيد كونهم ضالين هم وآباءهم من قبلهم بسبب شركهم .
ومع أن الخطاب في أول الآية موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا لا يمنع أن يكون موجها إلى المسلمين أيضا الذين قد يكون بينهم المدافع أو المعتذر أو المتسائل عن الأمر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.