وقوله تعالى : ( فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ) تأويله ، والله أعلم : لا تكن يا محمد في شك بأن هؤلاء قد بلغوا في عبادتهم الأصنام والأوثان الحد الذي بلغ آباؤهم في عبادتهم الأصنام والأوثان ، فأهلكوا : إذ بلغوا ذلك الحد . فهؤلاء أيضا قد بلغوا ذلك المبلغ أي مبلغ الهلاك ، لكن الله برحمته وفضله أخر عنهم [ العذاب ][ ساقطة من الأصل وم ] إلى وقت .
أو يقال : إن هؤلاء قد بلغوا في العبادة لغير الله بعد نزول القرآن والحجة المبلغ الذي بلغ آباؤهم قبل نزول الحجة والبرهان في عبادتهم غير الله .
أو كان [ قوله ][ ساقطة من الأصل وم ] في قوم قد أظهروا الموافقة لهم ، وكانوا يعبدون الأصنام في السر على ما كان يعبد آباؤهم ، فقال : هؤلاء ، وإن أظهروا الموافقة لك فقد بلغوا بصنيعهم في السر مبلغ آبائهم ، والله أعلم . هذا يحتمل وجهين :
أحدهما : إخبار عن قوم خاص أنه لا يؤمن أحد منهم ليجعل شغلهم بغيرهم .
والثاني : إخبار ألا يؤمن جميع قومك كما لا يؤمن قوم موسى بأجمعهم . بل قد آمن منهم فريق ، ولم يؤمن فريق ، فعلى ذلك يكون قومك .
وقوله تعالى : ( وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ ) قال بعضهم : قوله : ( وإنا لموفوهم نصيبهم ) في الدنيا من الأرزاق ، وما قدر لهم من النعم ( غير منقوص ) ولا ينقص ما قدر لهم ، أي لا يهلكون حتى يوفي لهم .
وقال قائلون : ( وإنا لموفوهم نصيبهم ) بأعمالهم غير منقوص ؛ أي لا ينقصون من أعمالهم شيئا ، ولا يزادون عليه[ في الأصل وم : عليهم ] ؛ إن كان حسنا فحسن ، وإن كان شرا فشر ؛ هو على الجزاء .
وقال بعضهم : قوله : ( وإنا لموفوهم نصيبهم ) يقول : إنا نوفي لهم حظهم من العذاب في الآخرة ( غير منقوص ) . عنهم ذلك العذاب وقوله تعالى : ( وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ) إن كان التأويل في قوله : ( فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل ) على الإياس من قوم ، علم الله أنهم لا يؤمنون ، فيكون تأويله ما ذكر في آية أخرى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي إليهم أعمالهم )الآية[ هود : 15 ] .
وإن كان في الثاني : فهو ما ذكر في آية أخرى : ( وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم )[ هود111 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.