غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَا تَكُ فِي مِرۡيَةٖ مِّمَّا يَعۡبُدُ هَـٰٓؤُلَآءِۚ مَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُهُم مِّن قَبۡلُۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمۡ نَصِيبَهُمۡ غَيۡرَ مَنقُوصٖ} (109)

103

ولما فرغ من أقاصيص عبدة الأصنام وبيان أحوال الأشقياء والسعداء سلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرح أحوال الكفرة من قومه في ضمن نهي له عن الامتراء في سوء مغبتهم قائلاً { فلا تك } حذف النون لكثرة الاستعمال { في مرية } في شك { مما يعبد } " ما " مصدرية أو موصولة أي من عبادة { هؤلاء } أو من الذي يعبده هؤلاء المشركون والمراد النهي عن الشك في سوء عاقبة عبادتهم . ثم علل النهي مستأنفاً فقال : { ما يعبدون إلا كما يعبد } كالذي يعبده { آباؤهم } أو كعبادة آبائهم . والحاصل أنهم شبهوا بآبائهم في لزوم الجهل والتقليد . { وإنا لموفوهم نصيبهم } من الرزق والخيرات الدنيوية أو من إزالة العذر وإزاحة العلة بإرسال الرسول وإنزال الكتاب ، أو نصيبهم من العذاب كما وفينا آباؤهم أنصباءهم . وفي الكشاف أن { غير منقوص } حال من النصيب ليعلم أنه تام كامل إذ يجوز أن يوفي بعض الشيء كقولك وفيته شطر حقه . قلت : هي مغالطة لأن قول القائل : " وفيته شطر حقه " التوفية تعود إلى الشطر . فلو قيل : غير منقوص كان كالمكرر . وعاد السؤال . فالصواب أن يقال : إنه حال مؤكدة أو صفة تقوم مقام المصدر أي توفية نحو { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } [ البقرة :60 ] أي إفساداً .

/خ123