{ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ( 24 ) } .
( 1 ) ببطن مكة : كناية عن جوار مكة أو واديها .
الآية استمرار في الخطاب للمؤمنين وجزء من السياق على سبيل التذكير والتثبيت كذلك ؛ حيث تذكر المؤمنين بما كان من فضل الله عليهم في سفرة الحديبية من كف أيدي الكفار عنهم وكف أيديهم عن الكفار لينتهي الموقف بالسلام الذي انتهى إليه بعد أن كتب لهم الظفر عليهم .
وقد روى المفسرون{[1955]} في سياق هذه الآية حادثا معينا أشرنا إليه سابقا وقالوا : إنها تحتوي على إشارة إليه ، وهو ما كان من محاولة خيالة من قريش أخذ النبي والمؤمنين على غرة قبل أن يتم عقد الصلح وما كان من تنبه النبي والمؤمنين لهم وردهم وأسر بعضهم على ما ذكرناه في الخلاصة التي أوردناها قبل لظروف وبواعث سفرة الحديبية ومشاهدها . وقد روى الترمذي ومسلم عن أنس ( أن ثمانين هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الصبح وهم يريدون قتله ، فأخذوا فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا }{[1956]} .
والمتبادر أن المقصد من جملة فأنزل الله هو كون هذه الآية في صدد ذلك .
والمتبادر أن الآية قد استهدفت بيان كون ما تم من ذلك إنما كان بقضاء الله ولحكمة فيها الخير والمصلحة للمسلمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.