جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{كَذَٰلِكَ أَرۡسَلۡنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ قُلۡ هُوَ رَبِّي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ مَتَابِ} (30)

{ كَذَلِكَ{[2521]} } : مثل ذلك الإرسال العظيم الشأن ، { أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ } : مضت ، { مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } أي : القرآن ، { وَهُمْ } الواو للحال ، { يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } : بالبليغ الرحمة ، لا يشكرونه ، نزلت في قريش حين قيل لهم : " اسجدوا للرحمن قالوا و ما الرحمن " ( الفرقان : 60 ) ، أو في أبي جهل حين قال : إن محمدا يدعوا إلهين الله وإلها آخر يسمى الرحمن ، { قُلْ هُوَ } أي : الرحمن ، { رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } : مرجعي .


[2521]:ولما ذكر أن أمته صارت فرقتين أراد أن يبين أن فرقة الضلال خلف لسلفهم لا أن إرسالك وضلالتهم شيء بدع غير معهود، فقل: {كذلك أرسلناك} الآية /12 وجيز.