جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَفَمَنۡ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۗ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلۡ سَمُّوهُمۡۚ أَمۡ تُنَبِّـُٔونَهُۥ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَم بِظَٰهِرٖ مِّنَ ٱلۡقَوۡلِۗ بَلۡ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكۡرُهُمۡ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ} (33)

{ أَفَمَنْ {[2529]}هُوَ قَائِمٌ } : رقيب ، { عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } : من خير وشر فيحفظهم ويجازيهم والخبر محذوف ، أي : كمن لا يكون كذلك والهمزة لإنكار المساواة ، { وَجَعَلُواْ{[2530]} ِللّهِ شُرَكَاء } عطف على كسبت أو استئناف ، وقيل : نقدر الخبر المحذوف لم يوحدوه فقوله وجعلوا عطف{[2531]} عليه ، أفمن هو قائم على كل نفس موجود وقد جعلوا لله شركاء فعلى هذا الواو للحال ، { قل سموهم } بأسماء من القادر أو الرازق ، أو القاهر أو غيرها من مثل أسماء الله الحسنى حتى تعرفوا أنهم غير مستحقين للعبادة ، { أَمْ } ، أي : بل ، { تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ } ، أي : تخبرون الله تعالى بشركاء لا يعلمهم ، { فِي الأَرْضِ } وهو العالم بكل شيء ، { أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ } أي : أم تسمونهم شركاء بظاهر من القول لا حقيقة له أصلا{[2532]} ، { بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ } : كيدهم وما هم عليه من الضلال ، { وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ } : عن طريق الهدى ، { وَمَن يُضْلِل اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } .


[2529]:ولما ذكر أن ما أصابكم ليس إلا بسبب كسبهم قال: "أفمن هو قائم" الآية /12 وجيز.
[2530]:ولما علم أن لا يساويه ولا يناسبه شيء بين جهلهم وحمقهم، فقال: "وجعلوا لله شركاء" الآية/12 وجيز.
[2531]:ويكون الظاهر فيه موضع المضمر للتنبيه على أنه المستحق للعبادة /12 منه.
[2532]:كتسمية الزنجى كافورا /12 منه.