جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ} (25)

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ{[3252]} أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } وحدي ،


[3252]:يعني أن عبادة الله وحده لا شريك له، هي أصل الدين، وهو التوحيد الذي بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب كما في هذه الآية، وقوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 36]، وكان –صلى الله عليه وسلم- يحقق التوحيد، ويعلمه أمته حتى قال له رجل: ما شاء الله وشئت، قال: {أجعلتني لله ندّا ؟!، قل ما شاء الله وحده}، ونهى عن الحلف بغير الله، وقال: {من حلف بغير الله فقد أشرك}، وقال: {اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد}، وقال: {لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا، وصلوا على حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني}، وهذا اتفق أئمة الإسلام على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور ولا الصلاة عندها، وذلك لأن من أكثر الأسباب لعبادة الأوثان كان تعظيم القبور، ولهذا اتفق العلماء على أنه من سلم على النبي –صلى الله عليه وسلم- عند قبره أنه لا يتمرغ بحجرته، ولا يقبلها، لأنه إنما يكون لأركان بيت الله فلا يشبه بيت المخلوق ببيت الخالق، كل هذا لتحقيق التوحيد الذي هو أصل الدين ورأسه الذي لا يقبل الله عملا إلا به، ويغفر لصاحبه ولا يغفر لمن تركه) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} [النساء: 48] ولهذا كانت كلمة التوحيد أفضل الكلام وأعظمه وأعظم آية في القرآن، آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255] كل هذا قاله شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام رحمه الله رحمة باقية إلى قيام الساعة وساعة القيام /12.