البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ} (25)

ولما ذكر انتفاء علمهم الحق وإعراضهم أخبر أنه ما أرسل { من رسول } إلاّ جاء مقرراً لتوحيد الله وإفراده بالإلهية والأمر بالعبادة .

ولما كان { من رسول } عاماً لفظاً ومعنى ، أفرد على اللفظ في قوله إلاّ يوحى إليه ثم جمع على المعنى في قوله { فاعبدون } ولم يأت التركيب فاعبدني ، ويحتمل أن يكون الأمر له ولأمته ، وهذه العقيدة من توحيد الله لم تختلف فيها النبوّات وإنما وقع الاختلاف في أشياء من الأحكام .

وقرأ الأخوان والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى والقطعي وابن غزوان عن أيوب وخلف وابن سعدان وابن عيسى وابن جرير { نوحي } بالنون وباقي السبعة بالياء وفتح الحاء ، واختلف عن عاصم .