روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ} (25)

وقوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نوحي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إله إِلاَّ أَنَاْ فاعبدون } استئناف مقرر لما سبق من آي التوحيد وقد يقال إن فيه تعميماً بعد تخصيص إذا أريد من { ذِكْرٍ مّنَ قَبْلِى } [ الأنبياء : 24 ] الكتب الثلاثة ، ولما كان { مِن رَّسُولٍ } عاماً معنى فكان هناك لفظ ومعنى أفرد على اللفظ في نوحي إليه ثم جمع على المعنى في { فاعبدون } ولم يأت التركيب فاعبدني وهذا بناء على أن { فاعبدون } داخل في الموحى وجوز عدم الدخول على الأمر له صلى الله عليه وسلم ولأمته ، وقرأ أكثر السبعة { يُوحَى } على صيغة الغائب مبنياً للمفعول ، وأياً ما كان فصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية استحضاراً لصورة الوحي .