السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ} (25)

ولما كان الإرسال بالفعل غير مستغرق للزمان المتقدّم كما أنّ الرسالة لا يقوم بها كل واحد ، فكذلك الإرسال لا يصلح له كل زمن أثبت الجار في قوله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك } وأغرق في النفي فقال : { من رسول } في شيع الأوّلين { إلا نوحي إليه } من عندنا { أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } وهذا مقرّر لما سبقه من آي التوحيد ، وقال تعالى : إلا أنا ، ولم يقل : نحن لئلا يجعلوا ذلك وسيلة إلى ما ادّعوه من تعدّد الآلهة ، ولذلك قال : فاعبدون بالإفراد ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي بالنون وكسر الحاء ، والباقون بالياء وفتح الحاء .