فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ} (25)

{ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ( 25 ) وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ( 26 ) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ( 27 ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ( 28 ) *ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ( 29 ) } .

{ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه } استئناف مقرر لما أجمل قبله من كون التوحيد مما نطقت به الكتب الإلهية وأجمعت عليه الرسل ، وقرئ نوحي بالنون وبالياء { أنه لا إله إلا أنا } وفي هذا تقرير لأمر التوحيد وتأكيد لما تقدم من قوله : هذا ذكر من معي .

وختم الآية بالأمر بالعبادة فقال : { فاعبدون } فقد اتضح لكم دليل العقل ودليل النقل ، وقامت عليكم حجة الله .