جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ} (33)

{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ{[3261]} } أي : كل واحد منهما ، { فِي فَلَكٍ{[3262]} يَسْبَحُونَ } يسرعون على فلكه ، كالسابح في الماء ، والفلك الجنس نحو كساهم الأمير حلة ، والجميع باعتبار كثرة مطالعها وجمع العقلاء للوصف بفعلهم ، وهو السابحة والجملة حال منهما .


[3261]:اعلم أن المراد من الكل، الكل المجموعي لا الإفرادي بدليل قوله: يسبحون} بالجمع لا بالإفراد فيحتاج إلى تأويل في فلك بالإفراد فلا تغفل لئلا تقع فما وقع فيه بعض المفسرين /12 منه.
[3262]:وظاهر القرآن أنما يسبحان بنفسهما في الفلك، والحركة لهما، وعلى هذا جاز أن تكون جميع السيارات والثوابت في سماء الدنيا، كما قال تعالى: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} [الصافات: 6]، فلا يحتاج إلى تأويل، ولا يدل دليل على خلاف ذلك فعلى هذا يكون الكل مجموعيا، وجملة كل في فلك حال منهما، وجاز للقرينة، ولما مر قوله: {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين} [الأنبياء: 8]، وكانوا يشتمون بموته، فنفى الله عنه الشماتة، وقال: {وما جعلنا} الآية /12 وجيز.